¤ الإسـتشـارة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تزوجت منذ ثمانية اشهر وقضيت مع زوجتى شهرين حدثت خلالهم بعض المشكلات فابى متزوج بعد وفاة والدتى ومنذ اول ليله من زواجى وان احذر زوجتى من الإستماع الى زوجة ابى حيث انها كثيرة الإفتراءات على ابى واخوتى كى اتجنب المشاكل ولكن زوجتى غافلتنى واستمعت لها مما جعل البيت جحيما وكان هذا سبب انفصالى فى المعيشه عن ابى.
علما باننى اعيش فى شقه منفصله فى بيت ابى وانا اعمل بالخليج وبعد ان سافرت الى عملى اضطر ابى لارسال زوجتى الى بيت اهلها لعدم تحمله برود أعصابها واتفقت مع زوجتى الا ترجع الى بيتى الا بعد موافقتى.
وسرعان ما تبدل الامر فزوجتى نقلت الوضع لاهلها على ان هناك مشكله بينى وبينها مما اثار حفيظتى وقد افسحت الطريق لامها بالتدخل فى شئون حياتها فهى الان لا تهتم بكلامى قدر اهتمامها بكلامامها، وقد قررت عدم الاتصال بزوجتى لكى تدرك خطأها وبعد تدخل من اقاربى عاودت الاتصال بها ولكنى فوجئت بوابل من الاملاءات مثل لابد ان تشترى لى شقه منفصله وانا لا أرجع هذا البيت ثانيه، فقلت لها ان هذا مستحيل نظرا لبري بوالدى فهى الان تتصنع الحجج وتشترط رجوعها بعودتى علما بانها حامل فى الشهر السابع وحاولت إقناعها بالولاده فى بيتى ثم الإستقرار فلم توافق، علما باننى لم ارسل لها مصاريف لتخضع لاوامرى وانها موظفه والان اقسمت عليها انه لا يوجد عندى حل سوى رجوعها الى بيتى قسم بالطلاق وانا الان احاول ان استرضى والدي لبره لوجه الله ولكنها تخلق اعذار واهيه لعدم رجوعها البيت
وذلك لان امها هى من تفكر لها علما بانها لم تخبرنى بجنس الجنين الى الان رغم طلبى منها اكثر من مره، أنا الان افكر فى الطلاق رغم اننى ابغضه، ولكن ماذا افعل؟ فهى تتمتع بكميه من البرود يجعلنى دائما عصبى وخصوصا اثناء الإتصال بها من الخليج افيدونى ما هى الطريقه المثلى للخروج من هذه المشكله وجزاكم الله عنى خيرا اريدالرد السريع
رد المستشار: د. حمد بن عبد الله القميزي.
أخي الكريم:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: الشكر لله أولاً وآخراً على ما يمن به علينا من نعم عظيمة من أعظمها نعمة الإسلام ونعمة العقل ونعمة الحكمة في التصرف في الأمور، ومن خلال قراءتي لرسالتك عرفت أنك ولله الحمد تتمتع بكثير من الصفات الإيجابية من بينها نعمة العقل والحكمة ونعمة البر بالوالد ونعمة التفكير في عواقب الأمور، وهذه الخصائص تجعل الرجل يفكر في عواقب الأمور ويتغاضى عن صغائر الهفوات ويتطلع إلى مستقبل مشرق بإذن الله تعالى.
أخي الكريم:
في أحيان كثيرة يسبب بعد الزوج عن زوجته بسبب ظروف الحياة شيئاً من البعد العاطفي والمشاعري، فبعدك عن زوجتك قد يكون هو أحد الأسباب التي أدت إلى هذه المشكلة، أن لا أقول اترك عملك في الخليج وارجع إلى مصر، ولكن إن تيسر الأمر واستطعت الذهاب إلى مصر بعض الوقت ومعالجة الأمور عن قرب، ومنها السلام على والدك ومقابلة زوجتك، وتعديل بعض ما اعوج من أمورها أثناء غيابك عنها، وفي نفس الوقت أشعرها أنك اشتقت إليها وإلى الجنين الذي في رحمها ورغبتك في معرفة جنسه، كل هذه الأمور ستحصل إذا ضغطت على نفسك وإستطعت العودة إلى مصر وقضاء بعض الوقت فيها مع زوجتك وأهلك ووالدك حفظه الله.
أخي الكريم:
قد لا تستطيع العودة إلى مصر وقضاء بعض الوقت هناك، ولكن اعتقد أن وسائل التواصل عبر التقنيات الحديثة ممكن، من خلال الإنترنت والواتس آب وغيرها، لذا اقترح عليك هذه الأيام أن تكثف التواصل مع زوجتك وأن تستخدم معها الأساليب العاطفية والقلبية قبل العقلية، وأن تجعلها تسرح معك في خيال المستقبل الجميل الذي تفكر فيه لها ولأسرتكما السعيدة، وأثناء هذا وهذا كلمها من جانب العقل مثل بر الوالدين وحق والدك عليك وأنك تريد أن يكون أبنائك بارين بك وبها، ولذا فإن عليكما البر بوالديكما، ذكرها أنك لم تترك بلدك وتتحمل متاعب الغربة والسفر إلا من أجلها وأجل أسرتكما وأولادكما وأن عليكما الصبر والتحمل فالحياة مليئة بالمتاعب.
أخي الكريم:
مما ينصح به أثناء التعامل مع الزوجات أن يكون الزوج حليما مع زوجته صبورا عليها، واعتقد أنها تحاول أن تستثيرك ببرودها أثناء عصبيتك عليها، لذا اقترح أنك إذا رأيتها باردة أن تقابلها ببرود واحفظ أعصابك، فّإذا شعرت أنك لا تغضب وتحلم عليها لم تتصنع هذا البرود، وتعاملت معك بالطريقة التي تريدها.
أخي الكريم:
أما الطلاق فإنه آخر الدواء...، وليس أوله...، وما أراه في مشكلتك مع زوجتك أنها لا تستوجب أن يستعجل الزوج ويطلق زوجته، وخصوصاً أن زوجتك حامل وفي بطنها مولود قد يكون هو سبب سعادتكما بإذن الله تعالى.
حاول معالجة المشكلة بما ذكرته لك في هذه الرسالة، واصبر قليلاً وستجد بإذن الله أن الأمور قد تغيرت إلى الأفضل.
أخيراً: أوصيك بإستمرار البر بوالدك، وزيادة التواصل مع زوجتك، والصبر عليها، أشعر زوجتك أن المشكلة الأسرية إذا تجاوزت الزوجين قد لا تحل بسهولة، وأنكما أحرص على نفسيكما من غيركما بكما، وفقك ربي ورعاك وأسعدك.
المصدر: موقع المستشار.